المشاركة، المساءَلة والتأثير.. بوصلة العمل السليم!

جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ تدعو الجمهور للمشاركة في اللقاء التحضيري بعد غد الخميس، تمهيدًا للقاء الثاني لمخطّط التّجدّد العمرانيّ والمحافظة على حيّ وادي النّسناس الذي دعت إليه بلديّة حيفا

في أعقاب متابعة جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ لموضوع التخطيط العمرانيّ في مدينة حيفا، وتحديدًا في حيّ وادي النّسناس وضرورة مشاركة الجمهور ومساءَلة البلديّة، دعت بلديّة حيفا الجمهور، يوم الأحد القادم (29/05/2022)، للمشاركة في اللقاء الثاني لمخطّط التّجدّد العمرانيّ والمحافظة على حيّ وادي النسناس العريق، ما بين الساعة 16:45 و19:30 في قاعة مسرح بيت الكرمة، شارع الجبل “هتسيونوت” 33 – حيفا. يتخلّل اللّقاء كلمات ترحيبيّة، عرض المخطّط المقترح الذي تمّت صياغته وفق ملاحظات الجمهور وردود على الأسئلة والاستفسارات ومن ثمّ تعقيبات وتلخيص.

ويسبق هذا اللقاء الهام، لقاء تحضيريّ لا يقلّ أهميّة، يجمع نشطاء اجتماعيّين ومعنيّين وسكّان من الحيّ والأحياء العربيّة، دعت إليه جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ، بعد غد الخميس (26/05/2022) في تمام الساعة السادسة مساءً في مكتب جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ في شارع مار يوحنّا 21؛ لهدف فحص سُبُل التأثير على مخطط التجدّد المدينيّ العمرانيّ لحيّ وادي النسناس، قبيل اللقاء الذي اعتمدته بلدية حيفا لإشراك الجمهور، يوم الأحد الوشيك في بيت الكرمة.

وشدّدت المحامية جمانة اغباريّة – همّام، المديرة العامّة لجمعيّة التّطوير، في دعوتها للقاء التمهيدي على ضرورة مراجعة ودراسة ما تمّ عرضه من قبل البلديّة في اللّقاء السابق الذي عُقد قبل نحو سنة ونصف السّنة تقريبًا، فيما يخصّ المخطّط المقترح وصولًا لما ستعرضه البلدية في الأيام القريبة، نزولًا عند الحاجة الملّحة للناشطين ولسكّان الحيّ بضرورة التأثير في اتّخاذ القرارات لهدف التّغيير من خلال كافّة السُبل المُتاحة لمستقبل جدير بمكانة وحضارة وسكّان هذا الحيّ العربي العريق، قلب حيفا النابض.

ورقة موقف الجمعية من المخطط على الموقع الرسمي لبلدية حيفا على الرابط التالي:

نبذة سريعة

حيّ وادي النّسناس هو حيّ عربيّ تاريخيّ، يوجد فيه أكبر تجمّع للسّكّان العرب – نحو 30% من السّكّان العرب في حيفا – مع أعلى معدّلات للتّوالد الطّبيعي (التّكاثر) في المدينة. وادي النّسناس هو القلب النّابض للبلدة التّحتا في حيفا على وجه الخصوص؛ وقد يقول البعض قلب مدينة حيفا النّابض عمومًا. ماضٍ مجيد، حاضر جريح ومستقبل قاتم ومُبهم. يقع الحيّ في قلب مدينة حيفا التّجاريّ والسّياحيّ. يعتبر هذا الحيّ فريدًا من نوعه، ويتميّز بمزيج من الخدمات وبنسيجه التّاريخيّ، لكنّه في الوقت نفسه يعاني بنى تحتيّة متردّية، اكتظاظًا سكّانيًّا، أزمةً إسكانيّة، نقصًا بالحيّزات المفتوحة (مساحات) ومواقف للسّيّارات. يعيش سكّان حيّ وادي النّسناس في وضع أشبه بصراع البقاء، ضمن شريحة تعيش حالة اجتماعيّة – اقتصاديّة منخفضة، ويسعون جاهدين للحفاظ على الموروث الموجود، رغم الإهمال الصّحّيّ، وإهمال البنى التّحتيّة والركيزة الاجتماعيّة.

تتعرّض أصول الحيّ من عقارات وممتلكات معماريّة وتاريخيّة، إلى البيع لمَن يدفع ثمنًا أكبر، مع تجاهل تامّ للمجتمع المحلّيّ (سكّان الحيّ)، للقيمة التاريخيّة، المعماريّة، الاجتماعيّة والثّقافيّة/الحضاريّة لهذه العقارات والأملاك والمباني، وتجاهل لنسيج الحيّ.

على ضوء ذلك، كان قد اجتمع طاقم من المخطّطين، المهندسين المعماريّين، المحامين والسّكّان، من قبل جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ، للتّأكيد على أهميّة التّخطيط المجتمعيّ، وللمطالبة بتنفيذ المخطّط بشكل صحيح، يلائم متطلّبات الحيّ وطلبات سكّانه.

وكانت الجمعيّة قد أكّدت بأنّ مبادرة البلديّة للتّخطيط والتّطوير في حيّ وادي النّسناس، مبادرة مباركة وفرصة فريدة لإعادة الثّقة التي فقدها سكّان الوادي في البلديّة. مشيرةً إلى أنّ هذه فرصة ذهبيّة للوضوح والشّفافية، للتّعاون ولمشاركة السّكّان بالقرارات المصيريّة التي تؤثر على حياتهم بصفة خاصّة، وعلى المدينة بصفة عامّة.

آملين أن يضع هذا التّخطيط والتّطوير حدًّا لسنوات من الإهمال والتّمييز بحقّ حيّ الوادي، وبالتالي إلى تحسين المستوى المعيشي لسكّانه، للنّهوض بالحيّ والاستفادة من الطّاقات والإمكانات الكامنة في هذه الجوهرة المعماريّة التّاريخيّة، التي تُعدّ مركزًا اجتماعيًّا وثقافيًّا وسياحيًّا واقتصاديًّا رئيسيًّا في مدينة حيفا.

دراسة وعمل دؤوب ومتابعة

ومن أبرز ما قامت به الجمعيّة في هذا النطاق، من خلال العمل الدؤوب والمتابعة، إصدار ورقة طلبات لعمليّات التخطيط المجتمعيّ، في شهر كانون الأوّل/ديسمبر 2020، من إعداد المهندسة هيا زعاترة وفادي عيادات، وتحديدًا فيما يخصّ حيّ وادي النّسناس، سلّطت من خلالها الأضواء على وضع الحيّ من الناحية الديموغرافيّة، الاجتماعيّة والاقتصاديّة، إضافةً إلى رصد الإشكاليّات والتّحدّيات التي تواجه الحيّ وسكّانه. كما طرحت الورقة مطالب متعلّقة بعمليّة تخطيط الحيّ، وأشارت إلى ضرورة بناء الثقة، تسهيل منال المعلومات، الشفافيّة، إقامة لجنة توجيهيّة، المشاركة، تقييم الأثر الاجتماعيّ. فكانت ورقة الطلبات هذه بصمة دامعة، نحو نهج تعامل مغاير ومسؤول، وبمثابة ركيزة لإشراكها مع السكان والمسؤولين لإتاحة المعلومات للسكان والمعنيين. هذا إضافةً إلى لقاء جماهيريّ جرى في شهر آذار/مارس 2021، في قلب حيّ وادي النّسناس مع سكان ونشطاء لشرح المخطّط المقترح وإرشاد السكان على دخول موقع “توڤانوت” (תובנות) البلدي لهدف التعقيب وإبداء الملاحظات حول المخطّط المقترح.

هذا ولا تزال تسعى الجمعيّة إلى تعزيز مفاهيم الشّراكة من خلال عملها على تعزيز قدرة السّكان بالمشاركة الفعليّة لا الشكليّة ببلورة المُخطّط المُعدّ لحيّهم؛ إقرار سياسة عادلة في مجال التّرميم، أسوةً بمخطّطات تطويريّة سابقة نفذتها البلدية في أحياء أخرى؛ ضمان حقوق سكان الحيّ، بدايةً، ومساعدتهم في امتلاك العقارات. ومن ثمّ الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري في حيّ وادي النّسناس العريق، وتصحيح الغُبُن السّائد بحق السكان والمجتمع العربي الحيفاويّ، ضمن نهج التخطيط أيضًا.

وجرّاء ورقة الطلبات المقدّمة وتدخّل جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ ومساءَلة البلديّة حول الموضوع، قامت بلديّة حيفا بإشراك الجمهور مخطّطَ وزارة الإسكان لتجديد حيّ وادي النسناس، وبرصد ميزانية له.

ورقة مواقف مهنيّة لعملية التّخطيط والتجدّد الحضريّ في حيّ وادي النسناس

وتكلّل العمل الدؤوب بتقديم جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ في شهر نيسان/إپريل 2021، ورقة مواقف مهنيّة إزاء مخطّط التجدّد العمرانيّ لحيّ وادي النّسناس (مخطّط חפ’ 1797/ח)، والذي كانت قد نشرته البلدية قبل نحو ثلاثة أشهر من تاريخ تقديم هذه الورقة في موقع “توڤانوت” (תובנות)، للتعقيب وسماع ملاحظات السكان وذوي الشأن.

وأشارت الجمعيّة إلى أهمية وضع مخطط لتجدّد حيّ وادي النسناس العريق والتاريخي، مؤكّدة أن الأمر يجب أن يطبّق بشكل مدروس، آخذين بعين الاعتبار وضع السّكّان العرب عامّةً وسكّان وادي النسناس العرب خاصّة ومشاركتهم في اتّخاذ القرارات، كما طالبت البلديّة والمسؤولين بضرورة الإشراك الفعليّ للسكّان العرب بكل مخطّط يخص المجتمع العربي الحيفاويّ، في محاولة لسدّ الفجوات وضمان العيش المشترك الحقيقيّ.

المشاركة الفعّالة لهدف التأثير

وبما أنّ هذه الدعوة إلى اللقاء لم تأتِ من فراغ ولم تكن عبثيّة غير مدروسة، بل ركيزة لعمل دؤوب من أجل الحفاظ على النسيج المجتمعيّ والقيم الحضاريّة، الثقافيّة والتّاريخيّة المتأصّلة في حيّ وادي النّسناس مع التّشديد على احتياجات ومطالب سكّان الوادي، لهدف إيصال أصواتهم وصرخاتهم، وتسليط الضوء على الطريقة التي تنبغي من خلالها حماية الوادي وصيانة قيمه من أجل الأجيال القادمة، والتأكيد على ضرورة أهميّة التّعاون والمشاركة الجماهيريّة في عمليّة التّخطيط وتقييم الأثر الاجتماعيّ الإجماليّ لسكّان حيّ وادي النّسناس.

فإنّ المشاركة في اللقاء، يوم الأحد القريب، لهو أمر في غاية الأهميّة، وعلى سكّان حيّ وادي النّسناس تحديدًا، وسكّان حيفا عامّةً والمعنيّين أخذ دور فعّال في هذا اللقاء الهامّ، إذ لا يقتصر دور وادي النسناس على السّكّان فقط، بل هو معلم من معالم حيفا وبؤرة حيفا وقلبها النابض.

أحقيّة السّكان بالمشاركة والحفاظ على التوازن

وفي حديث مع إيلي بدران، مركّز الإعلام والميديا في جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ، أكّد على أهميّة المشاركة في هذا اللّقاء، لهدف المطالبة بأحقيّة سكّان وادي النّسناس في المشاركة بالمناقصات التي تطرحها شركة الإسكان التابعة للدولة (“عميدار”)، حيث أكّد أنّ هناك أزيدَ من 40% من المباني في حيّ وادي النّسناس تعود ملكيّتها لـشركة “عميدار” أو لملّاكين، إضافةً إلى عدد من المباني المهجورة والسائبة. وقال بدران: باتت هذه المناقصات في الآونة الأخيرة تشكّل لعنة على السّكان الذين يعانون وضعًا اقتصاديًّا متردّيًا، إذ لا يتم الأخذ بالحسبان وضع السّكان الاقتصادي المتدنّي. ومن هنا يدعو بدران إلى التحاور مع “عميدار”، أيضًا، وطرح برنامج وخطّة تضمن حقوق السّكّان وأحقيّتهم باقتناء هذه العقارات، بدلًا من تحويلها إلى مشاريع هدفها الربح فقط، تعود بالفائدة على المستثمرين، وقد تهدف، أحيانًا، إلى الإضرار بالحيّ وتضييق الخناق على ساكنيه، الّذين غالبيتهم من المسّنين.

ومن ناحيتها، أكّدت المحامية جمانة اغباريّة – همّام، المديرة العامّة لجمعيّة التّطوير الاجتماعيّ، إلى ضرورة  المشاركة لهدف المحافظة على طابع وهويّة الحي، وعدم الإفراط في الحقّ الأساس للمشاركة بالتّخطيط لما فيه مصلحة أهالي الحيّ. مشيرةً إلى ضرورة الحفاظ على التوازن والشراكة الفعليّة في مدينة حيفا؛ وبأنّ المشاركة والمساءَلة والتأثير.. بوصلة العمل السليم للمجتمع الحيفاويّ عامّةً والعربيّ خاصّةً، في كلّ ما يخص حقوق المواطنين العرب!

 ومن هنا تدعو الجميع للمشاركة في اللقاء لرفع الصوت عاليًا وإحداث التّأثير المرجوّ ليكون للتغيير معنًى حقيقيًّا وعادلًا.

سنشارك لنحافظ، نؤثّر ونغيّر!

يشارك:
تابعنا
أحدث الأخبار
أحدث المنشورات
فئات
Skip to content