جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا: إعداد ورقة مطالب المجتمع والأحياء العربية في حيفا

أصدرت جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا ورقة مهنية مفصّلة تلخّص القضايا والمطالب المركزية للأحياء والمجتمع العربي في حيفا، من إعداد مخطط المدن والباحث عروة سويطات، يتمّ طرحها على مرشحي الرئاسة والعضوية في انتخابات البلدية المقبلة لوضعها على طاولة اتخاذ القرار البلدي ما بعد الانتخابات.
ويعتبر هذا المستند ملخّص المطالب المركزية للمجتمع العربي والسكان العرب في الأحياء الحيفاوية، وهو نتاج بحث ومسح شامل لاحتياجات وقضايا العرب الجماعية والأحياء المختلفة في حيفا أعدّه مخطط المدن والباحث عروة سويطات، استنادًا على تحليل إحصائي، ديمغرافي، اجتماعي، اقتصادي، سياسي، تخطيطي، بيئي وتحليل مواقف المجتمع في حيفا من خلال استطلاع رأي شامل ومجموعات بؤرية محدّدة. إذ أظهر البحث بشكل مدروس وغير مسبوق مدى إقصاء المجتمع العربي في حيفا من عمليات اتخاذ القرار البلدي وعلى مستوى الاقصاء الاجتماعي والاقتصادي، إضافة إلى اقصاء الثقافة والهوية الفلسطينية التاريخية وخصوصًا الاقصاء في سياسات الإسكان والتخطيط والحيّز العام.

يمكن تحميل ملف المطالب بالضغط هنا

חיפה: החברה והשכונות הערביות מסמך דרישות
Size : 5.80 mb Format : PDF

PREVIEW FILE

 ويُذكر أن جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا قد بادرت بالتعاون مع لجان الأحياء ونشطاء الأحياء العربية والمشتركة في حيفا، لإصدار ورقة المطالب، من أجل تعميق المعرفة عند المجتمع ونشطائه وعند صانعي السياسات، حول القضايا والاحتياجات المركزية في المجتمع العربي في حيفا، بهدف تمكين السكان والمجتمع في مستقبل المدينة.

وتندرج ورقة المطالب ضمن خطوات جماهيرية متعدّدة في حملة “30 أكتوبر” لوضع قضايا وحقوق المجتمع العربي الحيفاوي في صلب الخطاب والصوت العربي قُبيل الانتخابات المقبلة وإعلاء صرخة نابعة من أهالي الأحياء، لا سيّما الأحياء التي تعاني الإهمال والإقصاء المزمن من البلدية، والمطالبة بحقوقنا في مجال التربية والتعليم، السكن، البنى التحتية، الخدمات العامّة وغيرها. إذ يبيّن البحث أن أهم مطالب السكان العرب في الأحياء من بلدية حيفا، هي تطوير المرافق الجماهيرية والحدائق العامة والمراكز الشبابية وثم توفير مواقف للسيارات وتحسين سهولة المواصلات وثم الحفاظ على النظافة وجودة البيئة في الحي إلى جانب حلّ أزمة السكن على أشكالها في أحياء مختلفة. إضافة إلى تطوير البنى التحتية والحفاظ على هوية الأحياء العربية.

عرب حيفا: مطالب جماعية وحاراتية

وتشمل ورقة المطالب مطالب جماعية تخصّ حقوق ومكانة المجتمع العربي في حيفا كمجموعة أصلانية، على مستوى المشاركة في اتخاذ القرار وتعزيز التمثيل والعدالة والمساواة الفعليّة في البلدية، وأخرى تخصّ حلول تخطيطية واسكانية لأزمة السكن في الأحياء العربية التاريخية وتخصّ التطوير الاقتصادي والاجتماعي. وكما تشمل الورقة مطالب حاراتية لكافة الأحياء العربية في حيفا، على مستوى التخطيط والترميم والمرافق الجماهيرية والخدمات العامة والبنى التحتية.

وتجدر الإشارة إلى تحديد الورقة للمطالب الجماعية على أربعة مستويات مركزية، فالمستوى الأول يتعلق في المشاركة في اتخاذ القرار البلدي والذي يشمل تعزيز تمثيل السكان العرب اللائق في البلدية، وتشكيل لجان بلدية خاصّة في المجتمع العربي لتعزيز المساواة والشراكة خصوصًا في مجالات التخطيط والسكن والتمكين الاجتماعي وتطوير فرص العمل وجهاز التربية والتعليم. إضافة إلى مشاركة السكان العرب ولجان الأحياء والمؤسسات الفاعلة في حيفا في رؤى وأهداف ومخططات البلدية المستقبلية.

20181023 arab demands 02

أما المستوى الثاني من المطالب الجماعية يتعلق في التخطيط والسكن والذي يشمل التخطيط لـ ٣٠٠٠ وحدة سكنية جديدة تخدم الازدياد السكاني العربي في المدينة حتى العام ٢٠٤٠. إضافة إلى الاعتراف بحي وادي النسناس كمركز ثقافي وميراث فلسطيني، والحليصة والبلدة التحتا كمناطق ترميم خاص للتطوير المديني المستقبلي في المخطط الهيكلي الجديد. وكما يشمل هذا المستوى مطلب تغيير مخطط فتح واجهة البحر ليلائم احتياجات السكان العرب في حي المحطة والبلدة التحتا. إضافة إلى توفير حلول سكنية للأزواج الشابة والعائلات العربية في مناطق محاذية للأحياء العربية لضمان بقائهم في مركز المدينة إلى جانب مشاركة السكان في مشاريع الإسكان والأحياء الجديدة في منطقة كريات إليعزر وجنوب المدينة لتحويلها إلى أحياء مشتركة. وكما تطالب الورقة بناء خطة اقتصادية اجتماعية لتمكين السكان المحميّين وتدعيم حقوقهم وترميم بيوتهم وتحفيزهم لشراء بيوتهم بشروط مريحة وهذا إضافة إلى ترميم المباني التاريخية. وكما شدّدت ورقة المطالب على مضاعفة المناطق الخضراء التي تخدم الأحياء العربية وترميم البنى التحتية ومواقف السيارات.

أما المستوى الثالث من المطالب الجماعية يتعلق في التطوير الاقتصادي والذي يشمل وضع سياسة وخطة عدالة اجتماعية اقتصادية بهدف تقليص البطالة وسدّ الفجوات بين العرب واليهود في حيفا والرفع من مستوى المعيشة خصوصا في الأحياء وادي النسناس والحليصة والحي الشرقي والكبابير والهدار، بسبب كونهم تحت المعدّل البلدي العام. إضافة إلى تخفيض تصنيف الأرنونا للمحال التجارية في وادي النسناس وشارع يافا والبلدة التحتا وتشجيع مرافق تجارية خاصّة وتطوير مخطط سياحي يجذب السائحين إلى وادي النسناس والبلدة التحتا.
أما المستوى الرابع من المطالب الجماعية يتعلق في التطوير الاجتماعي والثقافي والذي يشمل بناء وتطوير مراكز ثقافية جديدة، كمتحف للتاريخ العربي الفلسطيني للمدينة، مكاتب عامة في باقي الأحياء العربية، إلى جانب تدعيم مسرح الميدان وتطوير خدمات جماهيرية للشباب ومشاريع ثقافية وترفيهية تعبّر عن خصوصيّة المجتمع الثقافية. وجاء أيضا أهمية مضاعفة حصّة المؤسسات العربية في حيفا من منح الدعم وإضافة حضانات بلدية تلبّي احتياجات أكثر من ٢٠٠ طفل إضافي. وكما ورد أهمية تقليص الفجوات في جهاز التربية والتعليم العربي، خصوصًا بين الجهاز الرسمي والخاص، وبناء مشاريع ثقافية تعزّز التعليم المنهجي إلى جانب تطوير التربية غير المنهجية وتعزيز القيادة والقدرات والانتماء للمدينة.

الأحياء العربية: مطالب عينية

وجاء في ورقة المطالب، مطالب حاراتية مفصّلة وعينية لكافة الأحياء العربية في حيفا ونذكر أهمها، على سبيل المثال إعداد مخطط هيكلي في حيّ وادي النسناس والبلدة التحتا يضمن إضافة أكثر من ٢٠٠ وحدة سكنية جديدة في مواقع متاحة من الناحية التخطيطية وكما بناء خطة لتعزيز الأمن في حي وادي النسناس إمّا من خلال بناء طابق إضافي للملجأ وتطوير ملاجئ إضافية أو غرف محمية. إضافة إلى تطوير مخطط سياحي واقتصادي لتطوير سوق وادي النسناس وتخفيض تصنيف الأرنونا للمحال التجارية في الحي لتحفيز أنواع تجارة مميّزة وتراثية.

أما بما يتعلق في حي عباس فجاء في الورقة أهمية عدم المصادقة على أي طلب زيادة نسب بناء عدا عن النسب الموافق عليها حسب الخارطة المصادق عليها لمنع زيادة الاكتظاظ القائم في الحي. وكما جاء في الورقة أهمية التخطيط وتنظيم ٣٠٠ موقع جديد لمواقف السيارات في الحي والمنطقة.

أمّا بما يتعلق حيّ الحليصة فجاء في الورقة أهمية بناء خارطة هيكلية جديدة للحي تعزّز هوية الحي وتوفّر وحدات سكنية إضافية متنوّعة للأزواج الشابة وتطوير الحي بمشاركة السكان واحتياجاتهم، وترميم المباني التاريخية وتحفيز السكان المحميين بشراء أملاكهم بشروط مريحة. أمّا حول حي الكبابير فجاء أهمية تخطيط الحيّ للاعتراف بإضافات البناء غير المعترف بها من البلدية ودعم مركز الجماعة الأحمدية الثقافي وتطوير الخدمات للنساء والمسنين والشباب. هذا إضافة إلى تدعيم المواصلات العامة في الحي وتكثيف من وتيرة دخولها لتمكين سهولة وصول السكان إلى العمل والتعليم في سائر أنحاء المدينة. وكما جاء في الورقة حول البلدة التحتا أهمية إلغاء مخطط مصادرة الوقف الاسلامي لصالح المترونيت وتعديل مخطط إخلاء بناء عين دور ليشمل سكن متنوع بمتناول اليد للأزواج الشابة وبناء مرفق جماهيري، إضافة إلى تغيير المخططات في وادي الصليب للحفاظ على ما تبقى منه كمركز ميراث فلسطيني تاريخي.

جمانة اغبارية: “نضع أمام مجتمعنا ورقة مطالب مدروسة كرافعة أمام البلدية”

وقالت المحامية جمانة اغبارية مديرة جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا لصحيفة “حيفا” “إن جمعية التطوير الاجتماعي تعمل في السنوات الأخيرة من أجل قضايا مجتمعنا وتحسين ظروف عيش أهلنا في الأحياء المختلفة بشكل مدروس. ولذا أجرت الجمعية في الأعوام الماضية مسح احتياجات موسّع للمجتمع العربي في المدينة أعدّه مخطط المدن والباحث عروة سويطات، كآلية للعمل واللوبي والحراك المجتمعي على مستوى المدينة كلها. ومن هذه الدراسة استخلصنا وثيقة المطالب للمجتمع العربي وأحيائه لتشكل وثيقة مرجعية لنا وللأطر السياسية والمجتمعية والجماهيرية المختلفة للرفع من تأثيرنا مقابل صانع القرار في المجلس البلدي”.
وأضافت اغبارية: “نضع هذه الدراسة أمام الأطر المختلفة والأحزاب السياسية من أجل التعاون البناء بيننا لمصلحة مجتمعنا وهي تطوير المجتمع العربي في المدينة وتحصيل حقوقه الحياتية، لذا ومن منطلق المصلحة العامة لعرب حيفا سنعمل خلال الأشهر القريبة من أجل وضع خطة واستراتيجية عمل لكيفية التنسيق بين الأطر المختلفة الأمر الذي سيساهم حتما في رفع قضايا مجتمعنا”. واختتمت اغبارية حديثها بقولها: “للأسف نرى تشرذم مجتمعنا من حيث العمل والمطالبة، ولا تخفى عنّا أسبابه المتعددة، لكن يتوجب علينا كمجتمع واع وكأطر اجتماعية، جماهيرية وحزبية الترفع عن كل العوائق وإيجاد طريقة التعاون والعمل المشترك الوحدوي لتحقيق مطالبنا وحقوقنا الجماعية”.

عروة سويطات: “الشّراكة في المدينة، ليست بالأقوال بل بتحقيق العدالة الفعلية”

وفي حديث مع مخطط المدن والباحث عروة سويطات والذي أعدّ ورقة المطالب قال “الشّراكة ليست بالأقوال والشّعارات الرنّانة دون تأثير بل بتحقيق المساواة والعدل والاعتراف بالحق التّاريخيّ، الشّراكة هي في صنع مستقبل المدينة، في الأفعال ولا في تمثيل المسرحيّة، لا في تنفيذ القرارات بل بصنعها، لا في استهلاك خدمات المدينة بل في انتاجها. هذا يتطلّب بناء مخططات وأطر تنظيميّة بلديّة وسياسات بديلة لتحصيل حقوقنا الجماعيّة واليوميّة، الهدف الأوّل هو تغيير المكان والحيّز العام ليلبّي مصالحنا واحتياجاتنا ومكانتنا، فالمكان يعني الهُويّة والميراث والمسكن والعمل والتّعليم والتّرفيه والتّدعيم الجماهيريّ والاقتصاديّ، ومنع المخاطر البيئيّة وتطوير المواصلات وترميم البنى التحتيّة ومضاعفة المناطق المفتوحة، لأنّ تغيير المكان يصنع الفرص المستقبليّة للأجيال القادمة”.

واختتم سويطات حديثه قائلا “الشّراكة هي أوّلًا الاعتراف في الغبن والتّمييز التّاريخيّ، والالتزام بمحو آثاره، هي الاعتراف بالهُويّة الفِلَسطينيّة العربيّة الأصيلة لمدينة حيفا، الشّراكة هي تمكين حقّنا في بلدنا وتغيير السّياسات لسدّ الفجوات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة الحادّة، وترسيخ المساواة في الفرص، والتّوزيع العادل والشّفاف للموارد، وتعزيز القدرات وخلق فرص جديدة، فورقة المطالب تترجم كل هذا الى مشاريع عملية”.

חיפה: החברה והשכונות הערביות מסמך דרישות
Size : 5.80 mb Format : PDF

PREVIEW FILE

يشارك:

“مدينتي”: تحالف يرفع صوت المجتمع الفلسطيني في المدن المختلطة

تم في حزيران الماضي عقد اللقاءات التحضيرية الأولى للمجموعة الناشطة “مدينتي: يافا، اللد، الرملة، حيفا وعكا”. تهدف المجموعة لتنظيم المجتمع المحلي الفلسطيني في هذه المدن المختلطة التي تتعرض بشكل كبير لسياسات عنصرية وتمييزية، وذلك بهدف الوقوف بوجه سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة، وبالأخص السياسات التي يوجهها وزير الأمن الداخلي ضد السكان الفلسطينيين في هذه المدن.

اقرأ أكثر
تابعنا
أحدث الأخبار
أحدث المنشورات
فئات
Skip to content